عبد السلام علي السليم /
صفحة اخرى ابتكرتها الحكومة منذ احتلال البلاد ليومنا هذا وضمن النهج الذي وضعه المحتل الامريكي في تأسيس نقاط التفتيش بعد تعثر الوضع الامني وتسيب البلاد الى المجاهيل المتكررة نتيجةً لانهيار المنظومة الامنية من جيش وشرطة وقوى امن مخابراتية عاليةالجودة والتي كانت صمام امان البلاد فحتى الطيور ترتجف حين وصولها منطقة حدود العراق وكان لدول الجوار حضوة من هذا التوجس والخوف فهي لن تتجرأ المجازفة والاعتداء عليه وهذا الامر كان معروفاً ويشهد التاريخ والعالم بذلك كان بلدً منغلقاً ولكن مواطنه يشعر بالامان فلا نرى سيطرة للتفتيش الا حين خروجنا حدود بغداد وحينما ننوي السفر من محافظة لاخرى وهذه السيطرات بسيطة وغير متعبه مجرد النظر للوجوة تعرف خبايا الاخرين لتمرسها ولمهارتها العالية في اداء واجبها بكل مهنية واحترافية فلا نرى زحام او تلكو في سير المركبات فعند ريحلك من منطقة لاخرى داخل بغداد وفي اقصى منطقة سيستغرق ذلك منك ربع الى حدود ثلث ساعة كأقصى حد بعكس ما نراه اليوم من فوضى عارمة وسيطرات تملىء بلدي الجميل الذي كانا نتغنى بالياليه الجملية وشوارعه العتيدة ومناظره الخلابه ودجلته العذبه فاذا نويت الذهاب للعمل عليك ان تستيقظ (ويه طكت البريج )والا انهار عليك اليوم وقد تسجل غائباً ً لدى دائرتك او جامعتك او مكان عملك الساعة عند الذهاب وساعتين عند الرجوع قد انتهى اليوم وانت تنتقل من حافلة لاخرى ومن سيطرة لاخرى فما عليك الرجوع لبيتك الا بشق الانفس فالوقت عندنا لم يعد من ذهب بل الوقت صار من قشور البصل لاقيمة له ولامعنى له لاننا فعلاً نعيش بلدً عاطلاً اغلقت كل مصانعه ومنشأته لاجل غير مسمى وعندما تبحث عن الاسباب لايجد من يجيبك فعندها تصمت ويقتلك الالم وتنتابك الحسرات فوحدك ولو جاء عشرة امثالك لن تغير من الامر شيءً فالسيطرات باقية رغم انوفنا والمفخخات تضرب بشمالنا وجنوبنا وتقتحم ديارنا ولو نستعرض مهام هذه السيطرات منذ انشاءها ليومنا هذا هل امسكت سيارة مفخخة فكل العمليات الارهابية تمرر من خلالها بل حدثت العديد من تلك الجرائم وبمسافات قريبة جداً من تلك السيطرات فضلاً عن وسائل الابتزاز التي تمارسها ضد سيارات الحمل وغيرها كما يحدث في شارع الجمهوري فهذه السيطرات هي صفحة اخرى من صفحات الارهاب التي انتهجتها الحكومة للسيطرة والانقضاض على الشعب وعدم اعطائه الفرصة في التحرر والابداع والعمل فالعمل هو اخر ما تفكر به هذه الحكومة صاحبة العطل الرسمية والمجانية هي تريد ان يعيش الشعب كسولاً وبدون عمل لتنشر الفوضى والجريمة وهذا هو المخطط الذي جاءت به هذه الاحزاب العدوة للشعب والوطن والعمل وعلى منظمات المجتمع المدني وغيرها من القوى الناشطة ان تتحرك باتجاه الغاء تلك السيطرات وحث الحكومة للعمل بخطط بديلة استخباراتية وسيطرات راجلة ومعززة بعجلات وعلى شكل دوريات لانهاء هذا الفصل المميت من عمر العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق