بقلم / إبراهيم الخفاجي
في جدية البحث عن الحياة والصراع من أجل البقاء لمقارعة صناع الموت والدمار والقتل بأسم الدين وهتك الحرمات وتهجير الأبرياء وأستعطاف البعض بالكذب والافتراء (من قبل أجلاف الإعراب ولميم الاجرام من الصين والشيشان وقندهار وغيرها) تدور رحئ الموت لملحمة توضح جليآ الصراع الأزلي بين الفناء والخلود ، أنها ملحمة شعب يكافح من أجل الحياة وكأن بينه وبين الملاحم رابط عبر الزمن يفتخر به على غيره من الامم والشعوب التي لم تكن شيء يذكر أمام هامته العالية علو الغيوم . واليوم وبعد أن تغيرت الأحوال وأخذ البترول يدر على هذه الدول بوفرة الأموال فكشرت عن أنيابها وهي تتحرك بحقد دفين يتأرجح تاريخ نشوءه بين الجمل وصفين !! ويقودها كيان غريب قد زُرع في جسد الأمة مستغلآ وبدهاء أستغلال أمثل للشرخ الطائفي والجهل السائد بين المجتمعات العربية فيوجهها حيث يشاء وكيف ما تقتضي مصلحته.
نعم ملحمة شعب وقف كل شيء ضده ، لكنه لم يركن الى اليأس والخنوع فبحث عن الحياة كما بحث كلكامش عن نبتة الخلود فخاض وبلا هواده صراع الكرامة من أجل الوجود بالضد من شياطين الإنس أصحاب الرايات السود ، فترى قوى الشر والظلام متحدة في مابينها لهدم هذا البناء الشامخ على أمتداد العصور ، والذي توغل في عمق التاريخ علوآ وفخرا ومجدا.
فتكالبت عليه ضباع الأرض وثعالب المصر للنيل من هذا الاسد الجريح ، بعد أن أنهكته الصعاب ، وأعياه نزف أبناءه ، الذين أكلتهم نيران الحروب ، ومزق أشلاءه ظلم الجبابرة وطغيانهم ، وبعد أن أبتلاه الله بأخوة كأخوة يوسف لم يشفئ لهم غليل ببئر فيرمونه به ، ولم يهدء لهم بال الا والدمار يخيم حدود أراضيه ، فلم يكتفو بقوافل الجنائز اليومية نحو طريق إلا عودة ، ولم يندى لهم جبين لرؤية أشلاء ضحاياه متناثرة في الشوارع والساحات ، وقطع اللحم تتطاير على الأرصفة وبين الطرقات .
وكأن هؤلاء الإخوة الأعداء أستخدموا نفس الشعار الذي أستخدمه أسلافهم يوم عاشوراء حين قالوا ( لا تبقو لأهل هذا البيت باقية )
لكن هيهات أن يكون لهم ذلك { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}
صحيح ان كلكامش[الأسطوري، أو الحقيقي] صارع الموت للحصول على نبتة الخلود بعد موت صديقه (أنكيدو) فخاض المخاطر والاهوال للحصول عليها وفي طريق العودة فقد هذه النبتة لكنه توصل إلى حقيقة مفادها أن لا خلود للبشر في هذه الحياة وأن الخلود للأعمال لا للأعمار .
- نعم ستسمر قوافل الشهداء من أجل هذا الوطن الغالي
فلا حياة بدون تضحيات .
الخميس، 8 ديسمبر 2016
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق