بقلم /عبدالسلام علي السليم
هذه الظاهرة التي فاقت كل التصورات في بلدي المباح وحين حاولت البحث في هذا الموضوع بل حتى دراسته والتعرف على بعض العينات العشوائية من المتسولين الذي يملؤون الشوارع والاسواق والاماكن العامة ويشغلون الارصفة وينتشرون بل ويتوزعون للاستجداء من اصحاب المحال بكافة مصنفاتها فواحدة من تلك العينات هي امرأة ستينية تسكن محلة الفضل ببغداد تخرج صباحا تستجدي الاخرين في منطقة الحيدر خانة او بالاخرى بالقرب من شارع المتنبي وحين سؤالي لها وبسبب فضوليتي الحادة عن سبب مد يدها للاخرين وهل لديك من يعينك على مصاعب الحياة ومتطلباتها قالت بالحرف الواحد لدية ابناء ولكن لايحبذون العمل بل يعتمدون عليه وما اجلبه لهم من مبالغ الاستجداء ولديه اكبرهم متزوج ويمنع دخولي البيت الا واعطاه مبلغ خمسة وسبعون الف دينار يومياً حينها تنحيت جانباً ولم اعرف تفسير هذه الحالة التي تعيشها هذه المرأة وهناك امرأة غيرها تفتشر الارض صباحا في منطقة الميدان تبدأ بعملها من الصباح الباكر لحين الساعة الثالثة ظهراً لاتفارق مكانها يوماً واحداً وفي اسوء الظروف الجوية وعند استفساري عن حالتها ومن اناس ثقة اتضح انها تملك بيتاً في شارع فلسطين وبيت في منطقة الميدان وتملك ارصدة تسد رمقها والاجيال التي تأتي بعدها واكتفي بهذا القدر ولكن الذي يحز في نفسي هو اهمال الحكومة لهذا الامر على الرغم من اتساعه على نطاق واسع وبات المرء يزدحم بمجاميع المتسولين الذي اصبحت لهم ادارات ومافيات ومرجعيات تتكفل ايواء البعض منهم وتقاسم الاموال حسب الاتفاق بل امست العديد من الفنادق تكتظ بالمتسولين القادمين من محافظات العراق فهذه الظاهرة هي في اساسها غير حضارية وتعطي انطباعاً سيئً للبلد المحطم اصلاً وقد يستغل البعض منهم من قبل الارهاب لتنفيذ عمليات ارهابية مقابل مبالغ معينة وهناك اطفال وشابات يتسولون وبكل اريحية وذوات اشكال غريبة ولا احد من اجهزة الدولة يسأل او يستفسر عن هؤلاء وهوياتهم ومناطق سكناهم بل ففي كل يوم تزداد الاعداد بعدما اضيف لهم الباكستانيين الذي جاءوا للعراق لرواج هذه المهنة التي تدر لصاحبها اموالاً من غير تعب او جهد سوى انتزاع ماءوجهه وحيائه وكرامته واليوم وعلى المعنيين من رجال دين وحوزات علمية ان تنصح او تعطي بعض الحلول الناجعة للتخلص من هذه الظاهرة المؤلمة والغير حضارية لاننا يأسنا من الحكومة التي احاطت نفسها بجدران كونكريتية واصمت اذانها وكأن الحالة لاتهمها ولاتعرفها وتركت البلاد تتزايد مأسيها يوماً بعد اخر دون علاج لهذه الحالة من حشود الحالات التي ساعرضها لكم على التوالي
الاثنين، 5 ديسمبر 2016
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق